فصل: الآيات (33 - 38)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 3‏)‏‏:‏ الآيات 16 - 19‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود عن أبي إسحق قال‏:‏ قال علي، ونظر إلى ابنه الحسن، فقال‏:‏ إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق، ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني أو من أهل بيتي، وفي لفظ، لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏المهدي من عترتي من ولد فاطمة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل المدينة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا، فيظهرون عليهم فذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال ويعمل في الناس سنة نبيهم ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه، فقلت‏:‏ ما تزال ترى في وجهك شيئا نكرهه فقال‏:‏ ‏"‏إنا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤوها قسطا كما ملؤوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه عن ثوبان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه، قال‏:‏ فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي ونعيم بن حماد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق عليهم الأرض فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها إلا صبته، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن المهدي لا يخرج حتى يقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتي في ولايته نعمة لا تنعمها قط‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجلد قال‏:‏ تكون فتنة بعدها فتنة ألا وفي الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف، ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها ثم يأتي الخلافة خير أهل الأرض وهو قاعد في بيته ههنا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عاصم بن عمر والبجيلي رضي الله عنه قال‏:‏ لينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الذليل ولا يمتنع منه الدليل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة من طريق ثابت بن عطية عن عبد الله قال‏:‏ الزموا هذه الطاعة والجماعة فإنه حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة إن الله لم يخلق شيئا إلا جعل له منتهى، وإن هذا الدين قد تم، وإنه صائر إلى نقصان وإن أمارة ذلك أن تقطع الأرحام، ويؤخذ المال بغير حقه، ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه شيء، ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء، فبينما هم كذلك إذ خارت الأرض خور البقرة يحسب كل إنسان أنها خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة لا ينفع بعد شيء منه ذهب ولا فضة‏.‏

وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فرفع رأسه فنظر إلي فقال‏:‏ ‏"‏ست فيكم أيتها الأمة موت نبيكم، فكأنما انتزع قلبي من مكانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ واحدة قال‏:‏ ويفيض المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى عشرة آلاف فيظل يسخطها‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين قال‏:‏ وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم‏.‏ قال رسول صلى الله عليه وسلم ثلاث‏.‏ قال‏:‏ وموت كقعاص الغنم‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أربع، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر بقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ خمس، وفتح مدينة‏.‏ قلت يا رسول الله‏:‏ أي مدينة‏؟‏ قال‏:‏ قسطنطينية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو داود وابن ماجة عن عوف بن مالك الأشجعي قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدم فقال‏:‏ ‏"‏أعدد ستا بين يدي الساعة‏:‏ موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا زاد أحمد فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ست من أشراط الساعة‏:‏ موتي، وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها، وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن دمشق‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال‏:‏ إذا رأيت ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ بيدة بيد رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر‏؟‏ فقالوا‏:‏ نعم يا رسول الله، قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحق حتى إذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، فيقولون لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولون الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها، فيغنمون فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ أن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون‏"‏‏.‏ قال الحاكم‏:‏ يقال إن هذه المدينة هي القسطنطينية صح أن فتحها مع قيام الساعة‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة وأبو يعلى ونعيم بن حماد في الفتن والطبراني والبيهقي في البعث والضياء والمقدسي في المختارة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بين الملحمة وفتح القسطنطينية سنين ويخرج الدجال في السابعة‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ فتح القسطنطينية مع قيام الساعة‏.‏

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم‏:‏ خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقاتل المسلمون لا والله، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويصبح ثلث لا يفتنون أبدا فيبلغون القسطنطينية فيفتتحون، فبينما هم يقتسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان‏.‏ أن المسيح قد خلفكم في أهليكم، وذاك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة صلاة الصبح، فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن الله يقتله بيده فيريهم دمه في حربته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجة والحاكم عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تذهب الدنيا حتى تقاتلوا بني الأصفر يخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فينهدم حصنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى إنهم يقتسمون بالترس ثم يصرخ صارخ بأهل الإسلام قد خرج الدجال في بلادكم وذراريكم فينفض الناس حتى عن المال منهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والحاكم وصححه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب حضور الملحمة، وحضور الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال‏"‏ ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب وقال، والله إن ذلك لحق كما أنك جالس‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه عن ذي مخمر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ستصالحكم الروم صلحا آمنا حتى تغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون تنزلوا بمرج ذي تلال فيقول قائل من الروم‏:‏ غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين‏:‏ بل الله غلب فيتداولانها بينهم فيثور المسلم إلى صليبهم وهم منهم غير بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك حد العرب، فيندرون فيجمعون الملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري والبزار وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن بشر الغنوي حدثني أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي قبيل قال‏:‏ تذاكر فتح القسطنطينية والرومية أيهما تفتح أولا فدعا عبد الله بن عمر بصندوق ففتحه فأخرج منه كتابا قال‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب فقيل‏:‏ أي المدينتين تفتح أولا يا رسول الله قسطنطينية أو رومية‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مدينة هرقل تفتح أولا‏"‏ يريد القسطنطينية‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم واقناء معلقة وقنو منها حشف ومعه عصا فطعن في القنو وقال‏:‏ لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها‏.‏ إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة، أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي‏.‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ أتدرون ما العوافي‏؟‏ قالوا لا‏.‏ قال‏:‏ الطير والسباع‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏لتتركن المدينة على خير ما كانت تأكلها الطير والسباع‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن محجن بن الأدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وصعدت معه فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال لها قولا، ثم قال‏:‏ ويل أمك أو يح أمها قرية يدعها أهلها أينع ما تكون يأكلها عافية الطير والسباع ولا يدخلها الدجال إن شاء الله، كلما أراد دخولها يلقاه‏:‏ بكل نقب من أنقابها ملك مصلت يمنعه عنها‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن واثلة بن الأسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدجال ونزول يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى والروياني وابن قانع والحاكم وصححه عن بريدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن لله ريحا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن عياش بن أبي ربيعة‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تجيء ريح بين يدي الساعة تقبض فيها روح كل مؤمن‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 4‏)‏‏:‏ الآيات 16 - 19‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى، ويبعث الله ريحا طيبة فتتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك‏"‏ فقال عبد الله بن عمرو أجل ويبعث الله ريحا ريحها المسك ومسها مس الحرير، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة‏.‏

وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهي إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، يتناكحون في الطرق، فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل الأرض فأقام الساعة‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم‏:‏ لعلي أكون الذي أنجو‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم عن أبي كعب رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده‏:‏ لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله‏.‏ قال‏:‏ فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ تخرج معادن مختلفة معدن فيها قريب من الحجاز يأتيه شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم‏.‏

وأخرج أحمد وابن ماجة والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبغوي وابن قانع والطبراني والحاكم وصححه عن عبد

الله بن صحار العبدي عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من العرب فيقال من بني فلان‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ ليخسفن بالدار إلى جنب الدار وبالدار إلى جنب الدار حيث تكون المظالم‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أبي عاصم الغطفاني قال‏:‏ كان حذيفة رضي الله عنه لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه، فقيل له يوشك أن تحدثنا أنه سيكون فينا مسخ، قال‏:‏ نعم ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن فرقد السبخي قال‏:‏ قرأت في التوراة التي جاء بها جبريل إلى موسى عليه السلام‏:‏ ليكونن مسخ وقذف وخسف في أمة محمد في أهل القبلة‏.‏ قيل يا أبا يعقوب‏:‏ ما أعمالهم‏؟‏ قال‏:‏ باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف ولباسهم الحرير والذهب، ولن تغيب حتى ترى أعمالا أزلية فاستيقن واستعد واحذر‏.‏ قيل‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورغبت العرب في آنية العجم، فعند ذلك‏.‏ ثم قال‏:‏ والله ليقذفن رجال من السماء بالحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط، وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل، وليخسف بقوم كما خسف بقارون‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد رضي الله عنه قال‏:‏ ليأتين على الناس زمان يجتمعون فيه على باب رجل منهم ينتظرون أن يخرج إليهم فيطلبون إليه الحاجة، فيخرج إليهم، وقد مسخ قردا أو خنزيرا وليمرن الرجل على الرجل في حانوته يبيع فيرجع عليه وقد مسخ قردا أو خنزيرا‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الزاهرية رضي الله عنه قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه فيمسخ أحدهما قردا أو خنزيرا فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمشي إلى شأنه ذلك حتى يقضي شهوته، وحتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه فيخسف بأحدهما، فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك حتى يقضي شهوته منه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن غنم قال‏:‏ يوشك أن تقعد أمتان على رحى فتطحنان فتمسخ إحداهما والأخرى تنظر‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن غنم قال‏:‏ سيكون خباءان متجاوران فينشق بينهما نهر فيسقيان منه بسهم واحد يقبس بعضهم من بعض، فيصبحان يوما من الأيام قد خسف بأحدهما والآخر حي‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال‏:‏ بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة، فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا‏.‏

وأخرج الترمذي في نوادر الأصول عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنازير‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة أنه قال‏:‏ لتعملن عمل بني إسرائيل فلا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله‏.‏ فقال رجل‏:‏ يكون منا قردة وخنازير‏؟‏ قال‏:‏ وما يبرئك من ذلك لا أم لك‏؟‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال‏:‏ كيف أنتم إذا أتاكم زمان يخرج أحدهم من حجلته إلى حشه فيرجع وقد مسخ قردا‏؟‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن مردويه عن أنس أن عبد الله بن سلام قال يا رسول الله‏:‏ ما أول أشراط الساعة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب‏"‏‏.‏

وأخرج الدار قطني في الأفراد والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وقال‏:‏ حسن صحيح عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس، قالوا يا رسول الله‏:‏ فما تأمرنا‏؟‏ قال‏:‏ عليكم بالشام‏"‏‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم‏}‏‏.‏

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم‏}‏ يقول‏:‏ إذا جاءت الساعة أنى لهم الذكرى‏؟‏‏.‏

وخ عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم‏}‏ قال‏:‏ إذا جاءتهم الساعة فأنى لهم أن يذكروا ويتوبوا ويعملوا، والله أعلم‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأعلم أنه لا إله إلا الله‏}‏‏.‏

أخرج الطبراني وابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الاستغفار، ثم قرأ ‏{‏فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال‏:‏ أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي والطبراني والحاكم والترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا دخل الجنة‏"‏ وفي لفظ‏:‏ ‏"‏إلا غفر الله له‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والبيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليس شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله ودعاء الوالد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل‏:‏ ‏"‏اعلم أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم على النار‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فلن تطعمه النار‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني عن سهيل بن البيضاء رضي الله عنه قال‏:‏ بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا رديفه، فقال‏:‏ ‏"‏يا سهيل بن بيضاء ورفع صوته، فاجتمع الناس، فقال‏:‏ إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال‏:‏ رؤي طلحة حزينا فقيل له‏:‏ ما لك‏؟‏ قال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا نفس الله عنه كربته وأشرق لونه ورأى ما يسره‏"‏ وما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليه حتى مات فقال عمر‏:‏ إني لأعلمها فقال‏:‏ فما هي‏؟‏ قال‏:‏ لا نعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه‏.‏ لا إله إلا الله قال‏:‏ فهي والله هي‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن حبان والبيهقي عن عثمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا ذر بشر الناس أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر أصابه قبلها ما أصابه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله طلست ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة، ومن ختم له بصوم يوم يبتغي به وجه الله دخل الجنة، ومن ختم له عند الموت بإطعام مسكين يبتغي به وجه الله دخل الجنة‏"‏‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏ الآية‏.‏

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ‏{‏واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأكلت معه من طعام فقلت‏:‏ غفر الله لك يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ولك‏.‏ فقيل‏:‏ أستغفر لك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم ولكم، وقرأ ‏{‏واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن المغيرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت حذيفة رضي الله عنه تلا قوله تعالى ‏{‏فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك‏}‏ قال‏:‏ كنت ذرب اللسان على أهلي، فقلت يا رسول الله‏:‏ إني أخشى أن يدخلني لساني النار‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فأين أنت عن الاستغفار إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والطبراني عن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني وابن مردويه عن رجل من المهاجرين يقال له الأغر قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه ومسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن الأغر المزني رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول‏:‏ ‏"‏رب أغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة‏"‏ وفي لفظ ‏"‏التواب والغفور‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة‏"‏‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والله يعلم متقلبكم ومثواكم‏}‏‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏والله يعلم متقلبكم‏}‏ في الدنيا ‏{‏ومثواكم‏}‏ في الآخرة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه ‏{‏والله يعلم متقلبكم ومثواكم‏}‏ قال‏:‏ متقلب كل دابة بالليل والنهار‏.‏

 الآيات 20 - 24

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة‏}‏ الآية، قال‏:‏ كل سورة أنزل فيها الجهاد فهي محكمة، وهي أشد القرآن على المنافقين‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويقول الذين آمنوا‏}‏ الآية قال‏:‏ كان المؤمنون يشتاقون إلى كتاب الله تعالى وإلى بيان ما ينزل عليهم فيه فإذا أنزلت السورة يذكر فيها القتال رأيت يا محمد المنافقين ‏{‏ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم‏}‏ قال‏:‏ وعيد من الله لهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏فأولى لهم‏}‏ قال‏:‏ هذه وعيد ثم انقطع الكلام، فقال ‏{‏طاعة وقول معروف‏}‏ يقول‏:‏ طاعة الله ورسوله وقول بالمعروف عند حقائق الأمور خير لهم‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏طاعة وقول معروف‏}‏ قال‏:‏ أمر الله عز وجل بذلك المنافقين فإذا عزم الأمر قال‏:‏ جد الأمر‏.‏

أخرج الحاكم عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم‏}‏ الآية قال‏:‏ كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله‏؟‏ ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن‏؟‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني في قوله ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم‏}‏ الآية قال‏:‏ ما أراها نزلت إلا في الحرورية‏.‏

وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ سمع صائحا فقال يا يرفا أنظر ما هذا الصوت فنظر ثم جاء فقال‏:‏ جارية من قريش تباع أمها‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ أدع لي المهاجرين والأنصار فلم يمكث إلا ساعة حتى امتلأت الدار والحجرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أما بعد فهل تعلمونه كان فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم القطيعة‏؟‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فإنها قد أصبحت فيكم فاشية‏.‏ ثم قرأ ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم‏}‏ ثم قال‏:‏ وأي قطيعة أقطع من أن تباع أم امرئ فيكم وقد أوسع الله لكم‏؟‏ قالوا‏:‏ فاصنع ما بدا لك، فكتب في الآفاق أن لا تباع أم حر فإنها قطيعة رحم وأنه لا يحل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم والترمذي وابن جرير وابن حبان والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن، فقال‏:‏ مه، فقالت‏:‏ هذا مقام العائذ بك من القطيعة‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما ترضي أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك‏؟‏ قالت‏:‏ بلى، قال‏:‏ فذاك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اقرؤا إن شئتم ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش فتقول يا رب قطعت يا رب ظلمت يا رب أسيء إلي فيجيبها ربها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن للرحم لسانا ذلقا يوم القيامة رب صل من وصلني واقطع من قطعني‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن طاوس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن للرحم شعبة من الرحمن تجيء يوم القيامة لها جلبة تحت العرش تكلم بلسان ذلق فمن أشارت إليه بوصل وصله الله، ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الرحم معلقة بالعرش لها لسان ذلق تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏قال الله أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها إسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ومن بتها بتته‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في حلقة فقال‏:‏ ‏"‏إنا لا نحل لرجل أمسى قاطع رحم إلا قام عنا فلم يقم إلا فتى كان في أقصى الحلقة فأتى خالة له فقالت‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ فأخبرها بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فجلس في مجلسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لي لا أرى أحدا قام من الحلقة غيرك فأخبره بما قال لخالته وما قالت له فقال‏:‏ اجلس فقد أحسنت ألا أنها لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أعمال بني آدم تعرض عشية كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن عبسة قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بعث وهو بمكة فقلت‏:‏ ما أنت‏؟‏ قال‏:‏ نبي‏.‏ قلت‏:‏ بم أرسلت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بأن تعبد الله وتكسر الأصنام وتصل الأرحام بالبر والصلة‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏قال الله أنا الرحمن وهي الرحم فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الرحم شجنة من الله فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الله بن عمر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء، الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم حمراء في نحو من أربعين رجلا فقال‏:‏ ‏"‏إنه مفتوح لكم وإنكم منصورون ومصيبون فمن أدرك منكم ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه، ومثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يتردى بذنبه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ أوصني قال‏:‏ ‏"‏أقم الصلاة وأد الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك وأقر الضيف وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن سلام قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن نصر في الصلاة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏قلت يا رسول الله‏:‏ إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء، قال‏:‏ كل شيء خلق من ماء‏.‏ قلت أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة‏.‏ قال‏:‏ أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم أدخل الجنة بسلام‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله ليعمر بالقوم ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم‏.‏ قالوا‏:‏ وكيف ذاك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ بصلتهم أرحامهم‏"‏‏.‏

وأخرج الطيالسي والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة، ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏تجيء الرحم يوم القيامة كحجنة المغزل فتتكلم بلسان ذلق طلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها‏"‏‏.‏

وأخرج البزار والبيهقي في الأسماء والصفات عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ثلاث معلقات بالعرش‏:‏ الرحم تقول‏:‏ اللهم إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول‏:‏ اللهم إني بك فلا أخان، والنعمة تقول‏:‏ اللهم إني بك فلا أكفر‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ثلاث تحت العرش القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد، والرحم تنادي صل من وصلني واقطع من قطعني، والأمانة‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ الرحم معلقة بالعرش فإذا أتاها الواصل بشرت به وكلمته، وإذا أتاها القاطع احتجبت منه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني والبيهقي والحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الرحم شجنة معلقة بالعرش‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها فيقول‏:‏ ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك‏؟‏ من وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة مدمن الخمر ولا العاق ولا المنان‏"‏ قال ابن عباس‏:‏ شق ذلك على المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى وجدت ذلك في كتاب الله في العاق ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم‏}‏ و ‏(‏لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى‏)‏ ‏(‏البقرة، الآية 264‏)‏ وقال ‏(‏إنما الخمر والميسر‏)‏ ‏(‏المائدة، الآية 90‏)‏‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك الذين لعنهم الله‏}‏ الآية‏.‏

أخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سلمان موقوفا والحسن بن سفيان والطبراني وابن عساكر عن سلمان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك ‏{‏لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العلم عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك ‏{‏فأصمهم وأعمى أبصارهم‏}‏ ‏"‏‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏‏.‏

أخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏ فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صدقت فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به‏.‏

وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن مردويه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏ فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذي يفكها‏.‏ فلما ولي عمر سأل عن ذلك الشاب ليستعمله، فقيل‏:‏ قد مات‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏أفلا يتدبرون القرآن‏}‏ قال‏:‏ إذا والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال‏:‏ لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا عند ذلك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال‏:‏ ما من عبد إلا له أربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، وإذا أراد الله بعبد سوء ترك القلب على ما فيه وقرأ ‏{‏أم على قلوب أقفالها‏}‏ وما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره لاو عنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه‏.‏

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا إلى قوله‏:‏ وقرأ ‏{‏أم على قلوب أقفالها‏}‏‏.‏

وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يأتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا، قيل يا رسول الله‏:‏ وما تهافتهم‏؟‏ قال‏:‏ يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وإنما معه آخرها فإن عملوا قالوا ربنا اغفر لنا، وإن تركوا الفرائض قالوا‏:‏ لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم ‏{‏أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏‏.‏

 الآيات 25 - 28

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى‏}‏ قال‏:‏ هم أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل، ثم يكفرون به ‏{‏الشيطان سول لهم‏}‏ قال‏:‏ زين لهم ‏{‏ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله‏}‏ قال‏:‏ هم المنافقون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى‏}‏ قال‏:‏ اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي ‏{‏الشيطان سول لهم وأملى لهم‏}‏ قال‏:‏ أملى الله لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال‏:‏ يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يسرون إليهم إنا ‏{‏سنطيعكم في بعض الأمر‏}‏ وكان بعض الأمر أنهم يعلمون أن محمدا نبي وقالوا‏:‏ اليهودية الدين فكان المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم ‏{‏والله يعلم إسرارهم‏}‏ قال‏:‏ ذلك سر القول ‏{‏فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم‏}‏ قال‏:‏ عند الموت‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏إن الذين ارتدوا على أدبارهم‏.‏‏.‏‏.‏ إلى إسرارهم‏}‏ هم أهل النفاق‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏يضربون وجوههم وأدبارهم‏}‏ قال‏:‏ يضربون وجوههم وأستاهم، ولكن الله كريم يكني‏.‏

 الآيات 29 - 32

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم‏}‏ قال‏:‏ أعمالهم‏.‏ خبثهم والحسد الذي في قلوبهم ثم دل الله النبي صلى الله عليه وسلم بعد على المنافقين، فكان يدعو باسم الرجل من أهل النفاق‏.‏

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولتعرفنهم في لحن القول‏}‏ قال‏:‏ ببغضهم علي بن أبي طالب‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية ‏{‏ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين‏}‏ الآية فقال‏:‏ اللهم عافنا واسترنا ولا تبل أخبارنا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ‏"‏أو ليبلونكم‏"‏ بالياء‏"‏حتى يعلم‏"‏ بالياء ‏"‏ويبلو‏"‏ بالياء ونصب الواو والله أعلم‏.‏

 الآيات 33 - 38

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة إلا بالله فإن الخير ينسخ الشر، فإنما ملاك الأعمال خواتيمها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال‏:‏ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت ‏{‏أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم‏}‏ فخافوا أن يبطل الذنب العمل، ولفظ عبد بن حميد‏:‏ فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالكم‏.‏

وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبولا حتى نزلت ‏{‏أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم‏}‏ فلما نزلت هذه الآية قلنا‏:‏ ما هذا الذي يبطل أعمالنا‏؟‏ فقال‏:‏ الكبائر الموجبات والفواحش، فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا‏:‏ هلك، حتى نزلت هذه الآية ‏(‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏)‏ ‏(‏سورة النساء، الآية 48‏)‏ فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك، وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجونا له‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون‏}‏ يقول‏:‏ ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها إلى الموادعة، وأنتم أولى بالله منهم ‏{‏ولن يتركم أعمالكم‏}‏ يقول‏:‏ لن يظلمكم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏فلا تهنوا‏}‏ قال‏:‏ لا تضعفوا ‏{‏وأنتم الأعلون‏}‏ قال‏:‏ الغالبون ‏{‏ولن يتركم‏}‏ قال‏:‏ لن ينقصكم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏يتركم‏}‏ قال‏:‏ يظلمكم‏.‏

وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ‏{‏فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم‏}‏ قال محمد بن المنتشر‏:‏ منتصبة السين‏.‏

وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن عبد الرحمن بن أبزي قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الأحرف ‏(‏ادخلوا في السلم‏)‏ ‏(‏سورة البقرة، الآية 208‏)‏ ‏(‏وإن جنحوا للسلم‏)‏ ‏(‏سورة الأنفال الآية 61‏)‏ ‏{‏وتدعوا إلى السلم‏}‏ بنصب السين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن يسألكموها‏}‏ قال‏:‏ علم الله في مسألة الأموال خروج الأضغان‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن تتولوا‏}‏ الآية‏.‏

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم‏}‏ قيل‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏"‏هم الفرس وهذا وقومه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم‏}‏ فقالوا يا رسول الله‏:‏ من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا‏؟‏ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال‏:‏ ‏"‏هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ‏{‏وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم‏}‏ الآية فسئل من هم، قال‏:‏ ‏"‏فارس، لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من فارس‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ويستبدل قوما غيركم‏}‏ قال‏:‏ من شاء‏.‏